مبروك للفائزين!الجامعات
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجامعات
الامل زاد الطريق
بيان منسي
تأليف بيان منسي
الامل زاد الطريق

لامل زاد الطريق
أنا بيان
قصتي بَدأتْ مُنذُ الولادةِ ، وُلِدْتُ مَنْ ذوي الاعاقاتِ الحركيةِ بسببِ خطأ طبيٍّ أثناءِ الولادةِ ، بدأتِ
المعاناةُ منذُ الطفولةِ ، وتحديدًا في مرحلةِ المدرسةِ، بدأَ التفكيرُ يسيطرُ عليّ والاكتئابُ فتحَ أبوابَهُ، كنْتُ أفكرُ أنني أنا الوحيدةُ في هذا العالمِ أجلسُ على كرسيٍّ متحركٍ . كان تفكيرُ طفلةٍ وكنتُ أنا الوحيدةُ في دائرتي مَن تجلسُ على كرسي في عائلتي عندَ الأقاربِ و حتى في المدرسةِ كانت في كل سنة دراسية العثرات تزيد كنت أُحرَم من فرحة أول يوم ،وأحيانًا من أول أسبوع كنت أنتظر عودة إخوتي من المدرسة كانوا يهونون علي أنه لم يستلموا الكتب أو لم يبدأ الفصل الدراسي بعد .
كانتْ أمي تقولُ لي أنني مميزةٌ، ولكنْ كنتُ أشعرُ أنني مختلفةٌ إلى أنْ تعرفتُ على إحدى الجمعياتِ التي تختصُّ في ذوي الإعاقاتِ ، وجدتُ الكثيرَ مَنْ يجلسُ على كرسي ويحملون الشهاداتِ العليا، هنا تقبّلْتُ نفسي كنت أشارك في احتفالاتهم كنت أحفظ بعض القصائد وألقيها في بعض هذه الاحتفالات و أمام الجمهور بما فيهم الأميرة سناء بنت عاصم و الأمير رعد، هنا بدأَتْ مسيرتي نحوَ الأفضلِ .
كانت مسيرتي مليئةً بالمشاكلِ والتحدياتِ وكُسِرتُ كثيرًا، ولكنْ في كلِّ مرةٍ كانَ اللهُ يجبرني ،و مِنْ أبسطِ المشاكلِ هي طريقي إلى المدرسةِ ، كانَتْ أمي توصلني إلى المدرسةِ وتعودُ لكي تُرجعَني إلى البيتِ في ذلك الوقت قررت أمي ألا تنجبَ بعدي لأنني كنت أصغر إخوتي وأن أخوتي الأكبر أصحاء- ولله الحمد -قررت أمي أن تهتمَّ بي و ترعاني بشكل خاص .
و في المرحلةِ الثانيةِ من المدرسةِ لم يكنْ في منطقةِ سكني مدرسةٌ قريبةٌ مؤهلةٌ لذوي الإعاقاتِ ، فاضطرِرْتُ إلى الانتقالِ إلى مدرسةٍ بعيدةٍ عن منزلي و استأجرَتْ أمي لي سيارةً لإيصالي إلى المدرسةِ ، ولكنْ كانتِ الأوضاعُ الماديةُ صعبةً ، كانتْ أمي توفرُ لي كي تدفعَ أجرةَ السيارةِ ، و سارَتِ الحياةُ إلى أنْ وصلْتُ إلى الثانويةِ العامةِ ، استطاع والدي أن يشتري سيارة و كان أخي يوصلني كل يوم إلى المدرسة ويرجع ليأخذني من المدرسة كان هذا مكلفًا ماديًا ،كانَتْ أصعبَ أيامَ عمري ، اجتهدْتُ كثيرًا و ما بينَ الدروسِ الخصوصيةِ و المكثفةِ و سهرِ الليالي نجحْتُ ، لم تكنْ العلاماتُ التي أطمحُ لها ، ولكنْ قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلَ ، ولكن لم أُقبَلْ في الجامعاتِ الحكوميةِ ، شعرْتُ بالإحباطِ فسجّلَني أبي في جامعةٍ خاصةٍ والتخصصِ الذي كنْتُ أطمحُ له ، وفي أولِ يومٍ في الجامعةِ شعرْتُ أنها ليسَتْ جامعتي وكنْتُ حزينةً . تواصلْتُ معَ إحدى صديقاتي سألتُ عنها و كانَتِ الصدمةُ أنها لم تسجِّلْ في أيِّ جامعةٍ بسببِ الأوضاعِ الماديةِ لأهلِها ، هنا شعرْتُ بالرِّضا . وانتظرْتُ اليومَ التالي بفارغِ الصبرِ لأذهبَ إلى الجامعةِ شعرْتُ بأنَّ اللهَ عوَّضَي ، وها أنا اليومُ طالبةً في الجامعةِ.
مِنْ رَحْمِ المعاناةِ يُولَدُ الأملُ و النجاحُ ، وتأكدْتُ أنَّ كلَّ الأحلامِ تتحققُ مهما كانَتِ الصعوباتُ فلا يأسَ معَ الحياةِ ،
ما دام الاتكال على الله موجود.