"لن تنجحي، لن تحققي حلمك، لن تصعدي سلم النجاح والتفوق، لن تصلي إلى أهدافك، لن تكوني ذات شأن وإن كنت فأنت لست بهذه الفائدة."
جميعها كانت كلمات تقولها أفواه مريضة و يستقبلها عقل فتاة في الثانوية العامة حتى أصبح ذلك العقل يفرز أفكارًا مليئة بالإحباط واليأس، مليئة بالتشاؤم، مليئة بالتردد، لم تعد تثق بنفسها بل لم تعد ترى لشخصها قيمة في ذلك المجتمع، لم تعد هناك لمعة أمل في عيونها أصبح قلبها باهتًا بلا لون، بلا حلم، كل ما كانت تقولها عيناها أنني لن أنجح.
ولكن لهذه الأيام كلام آخر؛ فلقد مُدّت يدٌ لهذه الفتاة المشتتة أفكارها وساعدتها على النهوض؛ إنّها معلمة! وهل بعد مربي الأجيال تنطق الجمل ؟!
مرحلة تغيير الأفكار لم تكن بهذه السهولة لقد وجدت هذه اليد الفتاة في أسوأ الحالات وجدتها غارقة بالتشاؤم. يوما بعد يوم، ومع الإصلاح الذاتي ومساعدة من هذه المعلمة التي كانت هبة من الله لهذه الفتاة، استطاعت أن تستعيد الأمل الذي كان قد تلاشى في قلبها، استطاعت سحبه بحبل من الإصرار على التقدم بمساعدة معلمتها التي لم تتركها حتى تتغير حالها للأفضل.
لم تعد تلك الفتاة كما كانت؛ تخرجت من الثانوية العامة وهي تحمل معها جميع معاني الفخر فقد كانت الأولى في فصلها، ولم تكتفي بذلك بل حفظت كتاب الله، و تطورت وارتفعت بذاتها إلى أعلى المستويات.
إرادة الله فوق كل شيء، والحلم لا بد أن يتحقق إن وُجد الإصرار، إن وجِدت الإرادة فكلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الضعفاء.