لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
بطل الأردن الأوفى
Nour Alabboud
تأليف Nour Alabboud
بطل الأردن الأوفى

عند ذكر كلمة بطل، فإنّك سرعان ما تتذكر شخصيةً ما. شخصيةٌ تنظر لها بعيونٍ من الفخر والاقتداء. تلك الشخصية التي عندما يطرق اسمها سمعك أو تتجلى صورتها في ذهنك؛ تجتاحك عاصفةٌ من العواطف و الرغبات. افتخارٌ وإرادةٌ وطموح، ورغبةٌ في العمل الجاد، وتحقيق ما في نفسك من أهداف. هذا تمامًا ما ينتابني عندما آتي على ذكر أحد أبطال الأردن الأوفياء "الدكتور سعد الشهاب العبادي".

في البلدة الريفية (معدي) الواقعة في الأغوار الوسطى، ولد سعد الشهاب عام ١٩٦٢م لأبٍ أورثه سمات البطولة. والده (الشيخ حسين الشهاب الياصجين) هو أحد شيوخ بني عبّاد، وصاحب السمعة الطيبة والمكانة العالية بين مشايخ وزعماء العشائر الأردنية. أسدٌ كهذا أنجب شبلًا سار على خطاه؛ مترعرعًا في بيئةٍ أردنيةٍ بحتة، حيث كانت الزراعة وتربية المواشي مصدرًا للرزق. فكان د.الشهاب يأكل من أرض عائلته وصاج والدته ولبن الشاه التي تواجدت في فناء دارهم، يتجرَّع منه قيم الوفاء والانتماء وغيرها من القيم الأردنية الخالصة.

تلقى د.سعد الشهاب تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة معدي الثانوية للبنين، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة عام ١٩٨٠م. وقد نال شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة عام ١٩٨٦م. ولأن لبطلنا طموحٌ أعلى وأسمى؛ فقد أتبع ما سبق بشهادتي الدبلوم العالي والماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية عامي ٢٠٠٦و ٢٠٠٧ تباعًا. وأتمّ ذلك بحصوله على دكتوراة إدارة الأعمال من جامعة الجنان في لبنان عام ٢٠١٥م.

بدأ د.الشهاب طريقه كموظف حكومي في مديرية الجنسية وشؤون الاجانب والاستثمار التابعة لوزارة الداخلية الأردنية. و بفضل شخصيته المخلصة والدؤوبة في العمل، أخذ بصعود السلم الوظيفي والارتقاء في مختلف الوظائف المرموقة المختلفة، و كان أبرزها منصب محافظ وممثلًا لجلالة الملك في كل من محافظة مأدبا (٢٠١٤-٢٠١٥)، ومحافظة اربد (٢٠١٥-٢٠١٦)، وأخيرًا محافظة العاصمة (٢٠١٦-٢٠٢١)، وكان جديرًا -بحق- بالثقة التي أوليت اليه. ففي إربد عام ٢٠١٦ وخلال اشتباكات وقعت بين الأجهزة الأمنية الأردنية ومجموعة من المسلحين هُدِّدَت فيها حياوات المواطنين، كان عطوفة سعد الشهاب متواجدًا في الميدان، وأدّى واجبه الوطني بضمان سلامة المدنيين العُزَّل. وفي عمان العاصمة، وأثناء اجتياح الآفة العالمية (كوفيد-19) لبلدنا الحبيب الأردن، كان عطوفة سعد الشهاب كالجبل الراسخ ومن قلب مبنى المحافظة، حفظ الأمانة التي عُهِد بها، منفذًا لأوامر الدفاع، وساعيًا بكل الجهد وعن طريق أوامره أن يكون المواطن على قدرٍ عالٍ من الالتزام بالتعليمات والتوجيهات ليحافظ على سلامته. وحرص على أن يكون الأردن البلد الذي يتباهى به بين الأمم، مثالًا يُحتذى به، والذي هو أولى أولوياته.

وكان للدكتور سعد الشهاب دورٌ قيّمٌ وفعّال أثناء عمله في الهيئة المستقلة للإنتخاب. حيث شارك في تحضير ومراقبة العديد من الانتخابات النيابية والبلدية، سواءً داخل المملكة أم خارجها. فقد ترك الشهاب بصماته في الانتخابات في كل من العراق والبحرين وفلسطين وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول. بالإضافة الى مشاركته في جولاتٍ دراسية عن الإنتخابات في تلك الدول؛ مما أسهم في تقدم العملية الانتخابية في الأردن، وانتقالها الى مرحلةٍ أخرى من النزاهة والشفافية. حيث استحقت الهيئة المستقلة للإنتخاب بجهود د.سعد الشهاب وزملائه القديرين كامل الاحترام والتقدير الذي نالته داخل الأردن وخارجه؛ لدورها في ضمان نزاهة الإنتخابات الأردنية.

وأمّا الآن يشغل د.سعد الشهاب منصب عضو هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بإرادة ملكية سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، واضعًا فيها ثقته وإيمانه بالدكتور الشهاب إلى جانب الأعضاء الآخرين؛ ليكونوا تلك اليد العاصية على الفساد بأشكاله، وليصونوا حقوق المواطنين تطلعًا لمستقبلٍ أفضل، يكون فيه الأردن نموذجًا أسمى.

ولأكثر من ثلاثين عامًا، من التفاني والجد، ها هو الدكتور سعد الشهاب بما شغل من مناصب، وبما كُرِّم وقُدِّر من أوسمة وجوائز وكُتب شكرٍ، وأهم من ذلك كله بمحبة الناس، لا يزال يعمل جاهدًا وبكل حرص -وهو الملم بدوره و أهميته- على خدمة وطنه وأبناءه من كافة المحافظات والطبقات الاجتماعية. هو الذي وضع على مكتبه مقولة "لو دامت لغيرك لما وصلت اليك" متخذًا لها مبدئًا في تعامله مع الناس. هذا هو الذي تُسَطَّر البطولة في أحرف اسمه، وتتجلى معانيها في كل خطوة يخطوها يأمل فيها غدوَّ الأردن أولًا، ويضع صوب عينه مخافة الله عز وجل، سائلًا إياه التوفيق والنجاح.