لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
بطلتي
Hadeel Work
تأليف Hadeel Work
بطلتي

**أمي هي البطلة**

أمي ليست مجرد شخص عابر في حياتي؛ إنها البطلة التي شكلتني وصنعتني بما أنا عليه اليوم. عندما أتأمل رحلتها الطويلة في تربيتي وتربية إخوتي، أرى في كل لحظة مثالاً على التضحية والصبر والحنان. أمي كانت تواجه تحديات الحياة بكل قوة وإصرار، وتحمل على عاتقها أعباء كبيرة دون أن تشتكي، فقط لتؤمن لنا أفضل حياة ممكنة. لم تكن معاناتها في تربيتنا مجرد توفير للاحتياجات الأساسية، بل كانت تسعى جاهدة لتزرع فينا القيم والمبادئ التي ستجعل منا أشخاصاً صالحين وقادرين على مواجهة الحياة.

أتذكر كيف كانت تسهر الليالي عندما أمرض، وكيف كانت تعمل بجد طوال اليوم لتتأكد أن كل شيء يسير على ما يرام. رغم كل الصعوبات التي واجهتها، لم تفقد أمي يوماً ابتسامتها أو قدرتها على العطاء. كنت أراها تتحمل الكثير من المسؤوليات، وتواجه مواقف صعبة بحنان وصبر لا مثيل لهما، وكانت دائماً قادرة على نشر الفرح في قلوبنا رغم كل شيء.

أمي لم تكن تهتم فقط بتوفير احتياجاتنا المادية، بل كانت تسعى بكل ما لديها لتدعمنا في دراستنا وأحلامنا. كانت تحثنا دائماً على تحقيق النجاح وتعلمنا أن لا شيء مستحيل بالإصرار والعمل الجاد. كلما كبرت، أدركت كم كانت أمي قوية، وكم عانت لتكون لنا الدرع الذي يحمي أحلامنا ويدعم طموحاتنا.

ما يجعل أمي بطلة في نظري هو ليس فقط ما قدمته لنا، بل الطريقة التي قدمت بها. كانت تقدم كل شيء بحب وسعادة، وكأنها لا تعرف معنى التعب. لم تكن تنتظر منا شكراً أو عرفاناً، فقط كانت تريد أن نكون بخير. وعلى الرغم من كل ما مرت به، لم تفقد أمي يوماً قدرتها على أن تكون لنا الأمان والدعم في كل الأوقات.

الأم، بشكل عام، هي أعظم رمز للتضحية والحنان. الأم تعطي بلا حدود وتحب بلا شروط، وهي التي تكون مستعدة للتخلي عن كل شيء من أجل سعادة أبنائها. ليس هناك حب أكبر من حب الأم، ولا توجد بطولة أعظم من بطولتها في تقديم كل شيء لأجل أطفالها.

أمي علمتني أن البطولة لا تكمن فقط في الإنجازات الكبيرة، بل في الصبر والتحمل والعطاء اليومي. أمي هي الشخص الذي يمكنني الاعتماد عليه في كل وقت، مهما كانت الظروف. علمتني أن القوة ليست في عدم السقوط، بل في النهوض مجدداً والاستمرار رغم كل التحديات.

احبك امي.