بعدما تُوفى والدي،تركت أُمي معطفه معلقا في الخزانة، وظلّت تضع المال في جيبه لأكثر من سبع سنوات، وكلما طلب أحدنا مصروفًا ، قالت :"خذ من جيب أبيك، حتى لا تنقطع ذكراه من البيت".
مُلهمتي،ملاذي،ومجرتي التي أهرب إليها كلما جرحتني الدّنيا فتسقي قلبي أملاً كلما جففته الذكريات و حرقته اللوعات. كتفٌ أستندُت عليه فلا مَلَّت ولا مِلت.إعتدتُها أملي اللامنقطع،فأشدُّ رأسي بها أعلى ما عهدتُ شهْقاً وارتفاعاً ولا يسِعني كل هذا فخراً بها.
هي المُعجِزه الثّامِنة ،هي الخارِج عَن القيود، و الأُحجية المَفقودة الّتي وُجِدت في عالمي،تنقَاد روحي إليها فهي الاستثنائية، والحصن المنيع. "دعمها المستمر المُتغلِف بالحنية" عظيم،كثيرًا ما أرغب بأن أهديها نجمة من السماء، لأقول لها (شكرًا، أحبك بحجم الكون وأكثر).
قلبها يبرهن أن الأرواح أوطان ، وأن القلوب منازل آمنة . تساءلتُ، كيف لهذه الرقة أن تتحمل كل الأعباء الشاقة؟ كيف تقوم بدور الأم، الأب، الأهل والأصدقاء، في آنٍ واحد؟ماذا عن مرارة الفقد، الفراق وليالي السهر؟؟ فكان جوابها" واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا". هي كون بذاته تجمّع على هيئة نسمات لطيفة وشامخة بالأعالي تُدعى(عُلا الكركي).
على شاكلة نُور ،تشدّ عُرى أفئدتنا للجنّة، وإن لمحتُ ظلها في المحراب؛لَتيقنت أنّ الله يريني شيئًا من جناته وأنا أصلّي بين يديه.تلك الروح التي تمنت أن تقر عينها برؤيتي مبتهجة. لمن كُنت لها الأمل الذي راودها في حياتها، تلك الشجرة الباسقة في وجه أعاصير الحياة والتي ترنو بأغصانها إلى السماء متضرعة بالدعاء، لمن ضحّت لتنير طريقي وثابرت لكي أكون في قمة المرتجى.تلك التي جَرعت الكأس فارغاً لتسقيني قطرة حب، التي حصدت الأشواك عن دربي لتمهد لي طريقي.
جبر قلبي ربي بأم بنكهة حياة،حنيتها هي الأبقى أثرًا بالقلب، والأطول أمدًا وحضورًا بالذاكرة،، فكلّ الشكر لمَن تحمّلت هفواتي، التي تمسكت بخيوط الرجاء الخفيّة داخلي وجلست تصغي لضجيجي المُزعج،كانت بجوارِ قلبي المفطور ،وما زالت.
علمتني أبجديات الحياة فلها تحياتي وهي مشعل النور، لها التبجيل وهي عنوان كل نهضة.
أمي،، السند، الملجأ،الكتف الثالث ، عَافية القلب و أمان السنين. وإن كان العيد يأتي مرتين كل عام، فوجودها يملأ العمر أعيادًا،كل عام وهي لحياتنا حياة
شكرًا، أدامك الله ملكة لقلبي.