جدتي حبيبتي الغالية
قدوتي الأولى في الحياة ،من ترعرعت بين يديها الاثنتين الغاليات جدا على قلبي .
أول من علمتني القراءة وحب التعلم والحياة وأن أسير في طريقي تركة الأثر الطيب.
لا أنسى قبل اثنى عشر حين كنت أعود من المدرسة إلى منزلها الذي كان بالنسبة لي منزلي ومنشأي الأول والأخير .
ادخل عليها في منزلها وأجد المصحف بين يديها ترتل الآيات العظيمة ،القهوة مُعدّة ورائحتها تفوح البيت بعد ذلك تبدأ الأحاديث بيننا وترتب لي شعري بيدها ، تُحضر لي وجبة الغداء ثم تحثني على الإلتزام بطلب العلم والإبتعاد عن ما يلهيني .
وأهم ما تعلمته منها هو الصبر عند الشدائد وشَهدتُ على إحدى المواقف في يوم وفاة أخيها وتلقيها الخبر وصبرت على ذلك .وأكبر ما يُعبر عن صبرها حين أصيبت بمرضها وعدم القدرة على الكلام والحركة لمدة ثمان سنوات.
أتلفت حولها لعل الأحوال تتغير وأرى جدتي حبيبتي كما كانت قبل ذلك والحال الذي أعتدت أن أراها فيها .
لكن قضاء الله وقدره فوق كل شيء وكُتب في كتاب علّام الغيوب أن تغادر رُوحها إلى بارئها منذ بضعة أشهر.
جدتي حبيبتي ذهبت إلى لكن أثرها الطيب وروحها وكلماتها لن تغادر .