
وأما عن أمي، مُهجة القلب والروح، حبيبة الفؤاد، نور العينين، رفيقة الدرب، رفيقة الخطوة الأولى والأخيرة، صاحبة الحب الأزلي، ملاكي في الدُنيا، ومعنى الحب والحنان والتفاني، بسمة الدُنيا وسر الوجود، حضنها الدافئ، إلى حديثها، جلساتها، التكلم معها وجهًا لوجه، فهي ملجأي، هي من كان دعائها سر نجاحي، أغلى ما أملك، التي كانت في سنوات العجاف سحابًا ممطرًا.
ملهمتي هي وهالة من النور في دنياي، صفة كنتُ قد اطلقتها عليها، مقتبسة من اسمها، هي التي تختلف عن الجميع، هي الأقرب والأحن والأحب، هي بطلتي، وقوتي.
بطلة قصتي، وسبب في وجودي وكياني، وأنا ممتنة، ممتنة جدًا لوجودك، ممتنة لأنك أمي.
كانت أمي تقول لي دائمًا، بأنه يوجد خير بداخل الجميع، يوجد بداخل الجميع بذرة ستثمر، وسيثمر معها الكثير من الأشياء، مهما اشتدت الصعاب، واستصعبنا الكثير في الحياة، لا زال هناك الكثير لنعيشه، وما زالت تلك البذرة في اعماقنا، اسقيها بحب الله والأهل، وسترى كم انك أصبحت ذو خلق رفيع، ستجد نفسك انك قد صعدت إلى العلا، وان هذه البذرة قد اثمرت بشكل جميل، ربتني أنا وإخوتي خير تربية، جعلتني أرى معنى الصمود والمثابرة، إعطاء حب بلا حدود، واحترام الأشخاص، علمتنا الكثير والكثير دون توقف، تقول دومًا أن الطفل كالنبتة ما أن سقيناها بالماء الصالح اعطتنا ثمار جيدة، والطفل كذلك ما أن تربى تربية صالحة، عندما يكبر يكون خير شاب/شابة.
وأوصتني بأن لا أتخلى عن أحلامي، ولا عن خيالاتي التي قد رسمتهم في مخيلتي، دراستي وثقافتي وديني، طموحي بأيامي المستقبلية، الجامعة، التخرج، الماجستير، بيتي الذي صنعته في مخيلتي، حياتي الخاصة التي كانت ولا أجمل في مخيلتي، أطفالي الذين سيكونوا شبهي، أخبرتني مرارًا وتكرارًا ألا أقبل الا بالذي حلمته وتخيلته دائمًا، مهما كان الأمر في غاية الصعوبة لا تتخلي عنه، ما تستغني عن حالك ضلي انتِ بحنيتك، بقوتك، بعظمتك، وجبروتك وطموحك.
ادعو لكِ كثيرًا، لدرجة تُنسيني الدُّعاء لنفسي، هذه أمي التي مهدت لي الطريق، بسيطة لدرجة أنها تستطيع إخفاء همها، وعميقة لدرجة أنني أستطيع الاستناد عليها، دون الخوف من شيء، ولا أن تُخيفني الدنيا.
فرضي ﷲ عن أمي، فهي الموجودة دائمًا، هي العافية لقلبي وروحي، دعواتها سند، وابتسامتها حياة، ورضاها غاية.
ميرا الشقيرات