لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
من رماد الألم، ولدت من جديد"
Onizat Sadeel
تأليف Onizat Sadeel
من رماد الألم، ولدت من جديد"

لم أكن أملك بطلاً، فمن أين لي بطلاً وأنا أواجه جحافل من الخذلان؟ من أين لي بقدوة وأنا أحارب ظلاماً يلف قلبي؟ أن البطل الحقيقي لا يُولد، بل يصنع من رماد الألم، ويقوم من بين أنقاض اليأس. أنا بطلتي الخاصة، وأنا من سأكتب قصتي بمداد الإصرار.
في خضم الحياة، حيث تتشابك الأحلام بالواقع، ولدت من جديد، عدت للحياة من رماد اليأس، . كنت طالبة طموحة، أحلم بأن أكون شمعة تضيء دروب الآخرين واكون جراحة تمد يد العون للمرضى. ولكن يال سخرية القدر الذي رسم لي طريقًا آخر.
في المدرسة، كنت متفوقة دراسياً، لكن الضغوط والقلق ألقيا بي في أعماق اليأس. انهار عالمي بين يدي في لحظة واحدة، وكأن سماء أحلامي قد سقطت فجأة. فشلت في امتحان مصيري، وشعرت بأنني قد خسرت كل شيء. غاصت روحي في أعماق اليأس، وراودتني أفكار سوداء. كانت تلك اللحظة الفاصلة التي غيرت مجرى حياتي.
رفضت أن أكون أسيرة الظلام، فقررت أن أجعل من كل جرح نبعًا للقوة، ومن كل عثرة دافعًا للصعود. بدأت رحلة جديدة، رحلة التعافي. لم تكن سهلة، فقد واجهت الكثير من الصعوبات، منها غضب أهلي، وخذلان أصدقائي، لكنني لم أستسلم. في كل خطوة، كنت أعيد اكتشاف نفسي، وكأنني أفتح طبقات من بصلة، أكتشف كنوزًا لم أكن أعلم بوجودها.
اليوم، أدرس التمريض، وأشكر جامعتي بشدة على هذه الفرصة. بدأت أبحث عن هوايات جديدة، مثل الكتابة والبرمجة والقراءة والرسم. أسست قناتي الخاصة على يوتيوب، حيث أساعد الطلاب في فهم المواد الدراسية. كل خطوة كنت أتخذها كانت تقربني من نفسي الحقيقية، وتساعدني على اكتشاف قدراتي الخفية.
رغم معاناتي من رهاب اجتماعي، إلا أنني قررت أن أتغلب على هذا الخوف تدريجياً، خطوة بخطوة. أنا طالبة تمريض في السنة الثانية، وأعمل جاهدة لتحقيق أحلامي. سأكون صوتًا للمرضى، شمعة تضيء دروبهم، وأثبت للعالم أن التمريض هو أكثر من مجرد مهنة، إنه رسالة سامية.
صارعتُ حتى ولدت من جديد، كطائر الفينيق ، حاملةً معي ندبة كل جرح، شاهدةٌ على قوتي التي لا تُقهر. ألم يكن الألم هو من صقلني؟ ألم تكن المعاناة هي من جعلتني أقوى؟ كنت بذرة في عاصفة، فاندفعت جذوري عميقًا في الأرض، وأفرعتي نحو السماء