لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
وتر على الأثر
ansam al hawamdeh
تأليف ansam al hawamdeh
وتر على الأثر

سأحدثكم عن بطلة لعبت دورا مهما جدا في حياتي .. أحاطتني بمحبة استثنائية بُنيت على صداقة غير متكافئة الأطراف ، لأنها تكبرني عمرا وتجربة ، لكنها بكل رزانة قررت أن تمد جسور الصداقة لطفلة وتعلمها كيف تعبر الجسر من عمر الزهور إلى الصبا فما بعد ذلك .

هل تريدون أن تعرفوا من هي بطلتي ؟ إنها خالتي خديجة صاحبة القلب الكبير والحنان المتدفق واليد المعطاءة ،التي شكلت لدي فهما خاصا للحياة وكيفية صناعة أثر إيجابي دائم فيها يرضي الله ويشرح الصدر لكثير من تبعات التحمل والتجاوز والصبر ، لترتقي فوق تفاصيل الحساسية والنأي عن الآخرين لأسباب تعتبرها تافهه.
بطلتي هي الدكتورة خديجة التي رغم ما دار في أقدارها من مصاعب وظروف مُجهِدة الا أنها حرصت على أن ترتقي درجات السلم العلمي لتصل قمتها . بطلتي هي المعلمة المتميزة خديجة الزغاميم التي صممت في قرارة نفسها أن تكون صاحبة تجربة فريدة ، تعلم وتربي بفكرها العميق وقلبها الكبير وبردود فعل مدروسة ، كنت أراها وهي مشغولة التفكير بعملها وتفاصيله الصغيرة ،لتواظب على الإعداد والتحضير والتوثيق،فإحداث التغيير في المجتمع رؤيتها، بدءا من مدرستها فتقدمت لجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز وفازت بالمركز الأول لعام 2018 ، ودمجت طالباتها في مجتمعات تعلم عالمية من خلال برنامج التوأمة الالكترونية ، فهي الباحثة الدؤوبة وحاصلة على 13 دبلوم متخصص و ٣ ماجستير مصغر و ٢ دكتوراه مهنية ، ومعلمة معتمدة في مايكروسفت ، دوما تحثني على التطوع فهي متطوعة مع الهلال الأحمر ومنصة نحن وعدة جمعيات خيرية، ومشاركة في مختلف مجالات الحياة فصحية كبرامج مؤسسة الحسين للسرطان وثقافية مع مجمع اللغة العربية واجتماعية مع جمعية سيدات الطفيلة والعديد من المشاركات سواء في المؤتمرات أو المبادرات والمشاريع ، وفائزة بعدة مسابقات كمسابقة الأسبوع العربي للبرمجة في المركز الأول ومسابقة كل خطوة بتصنع فرق - المركز الوطني للثقافة والفنون ،وحاصلة على جائزة الفكرة المبتكرة - مؤسسة الجود مبادرة سنبلة، ومدربة دولية محترفة ل 13 برنامج ودبلوم ، فهي صانعة التغيير، والأم لطفلان والابنة البارة.

أجلس كثيرا في حالة تأمل او دراسة مستفيضة لشخصها ولحياتها فأجدني أمام نموذج صعب ، أنا دائمة الإعجاب بها ، لكني بنفس الوقت أشعر بأنها شكلت لي نموذجا صعبا ، حيث تمر بي لحظات .. أجدني لا أتخيل أني أمتلك طاقة للمضي على طريقتها ، ثم أجادل نفسي وأقول أن مراحل الحياة كفيلة بنقلي نقلة نوعية إلى مراحل متقدمة من النضج والمسؤولية ، وبكل مرحلة ستتغير رؤيتي للحياة وسيتشكل لدي فهم أعمق وستظل هي قبالتي تحاورني وتنصحني وتنير أفكاري ، نعم بما أن لدي خالة كخديجة فعلي ألا أقلق لأنها ستكون عوني بعد الله وعائلتي ، ستضيء لي فوانيس الدرب ومناراته لأرى ما حولي وأنظر للبعيد فأدرك ما أنا مقدمة عليه ، نعم سيكون لدي تصور لنسخة مني ترضيني وترضيها وتسعدنا جميعا ..
لن أكون نسخة مطابقة ولن أكرر تجربتها بذات التفاصيل ، لكنني وأمام هذه القدوة سأصر على بذل كل ما في وسعي من أجل التقدم والنجاح والتميز بإذن الله تعالى وعونه ..

خالتي خديجة حبة فاكهة من جنة جدتي ، وفاكهة صنوان لأم أنجبتني وربتني ، ووهبتني محبة عميقة وثقة كبيرة ، وأسلمت شراعي لخالتي العزيزة التي سكنت وجداني فكان في قرار القلب موطنها ، وهي الصديقة ينساب الكلام بيننا بكل سهولة ، وهي القريبة حتى في بعدها وانشغالها ... عند لقياها أغترف من أحضانها الدفء والمحبة لتغمرني الطمأنينة ، ومن عينيها أستمد الشغف والطاقة ومن حديثها المحفز بلا حدود..


خالتي منذ الصغر يُحكى لي بأني أشبهك في الخَلق وبإذن الله أكون كذلك في الخُلق .. إني أفسح لك مكانًا في القلب أحفظه لا يمكن أن يتغير مهما تعاقب عليه الدهر ومر عليه الزمن فلا أنسى مواقفك التي سندتني فيها .