' ربما على حاء الحيرة نقطة انتَ لا تراها '
نسجَ عقلي هذا العنوان من سنة، أسميتُها سنةُ الحصاد كنتُ بها خيرَ مُزارع وكما قيل لم يزرعْ مزارع بذرتهُ إلا وحصد ثِمارها، أو ما سعى ساعٍ إلا إستطاع هاذان الأقتباسان لم يفارقوا عقلي أطلاقاً.
دعوتي التي بقيتُ أكررهُا طيلة فترة طفولتي أو حينما أشغل التلفاز ذلك الصباح لإعلان نتائج التوجيهي لطلبة الثنوية العامة من خلال مؤتمر صباحي، كانَ يُبث فالعاشرةِ صباحاً وبالطبع الذي كان يجعلني أستيقظ كطفلة في هذا الوقت هو إنتظاري لنتيجة أحد أقاربي، أمي أينُ أسمُ فلانه الفلان لماذا لم يظهر؟ قالت في هذا المؤتمر لا يُعلن إلا أسماء أوائل المملكة وانا أقول أوائل المملكة أحدثك عن المئة يا نور، ضحكت قلت وعداً سأجعل أسمي يبرز ذات يوماً هُنا، مع مرورِ سنينٍ طوال كلمحة العين سنةُ التوجيهي التي بقيت فيها الأن أنتظرُ الدقيقةِ لتعبُر وكأنها تسعةُ أشهر كجبالاً ثِقال على سطحُ أرض ملساء، يا للحماس بعدِ يومان أولُ يوم لأمتحاني في الثنويةِ العامة وانا أحمل كماً هائلاً من التفائل كسماءاٍ تُثلج، تُثلج وتشبعُ الأرض من رحابةِ صدر ولكن لأن أقدارنا هيه من تغزل أحداثنا توفي شقيقَ والدي أو لطالما كنتُ دائما أربطُها بشقيق روحي لعمق المحبة التي كان يمنحني أياها رأيتُ حسرة والدي لعدم قبولي للتقدم لهذه الدورة ولكنني رغم أنفي ذهبتُ وأنا لم يبقى لسفينتي مجاذيف كُسرت كلتاها، وفي مطلع الفجر الساعةِ العاشرة التي لم أطمحْ أن أستقبلها هكذا هذه المرة تلفازي لم يُفتح، كنافتي التي تمنيتُ أن تغرق البيت بقطرها لم أراها أُستبدلت، كُنا جُلاس عزاء لم تُجيد مخيلتي ماحلمت به من أهازيج ورقص وزغاريدُ والدتي لتعبيرها للفرح كأي مراة شرقية تجيد تعابير الفرح بزغاريد لم أسقط لا لكنني بُشرت بنتيجة لم تكن تعبر عن قدراتي وما أصبو إليه ، وعدتُ وبشهرين نحتُ فالصخر لأنني أؤمن كيف أفكارُكَ أقدارُك واؤمن أن لذة الوصول سترمم ولأن غايتي ومسعاي لا يُساعدني عن ترك حُلمي الذي بقي سنين طوال ينسج في مخيلتي عن فتاةٍ على رآسها سماعة وبيدها ميكرفون وصدى صوتها عالياً يعلو بالحق كرعداً صيفياً يعلو عندما يكوت صمتُ الجريمة، وفي شهرين هانَ كلُ ما لايهون هتفت بدعوة دائماً للالله لأن يدي الله فوق كل قدر رفعت معدلي من ٦٦إلى٨١ بشهرين ستة عشر معدلاً رغم أصواتاٍ كثيره تردد حولي 'لاترفعي كم رح ترفعي معدل او كم علامة ' رغم ذلك تمكنت نعم تمكنت وأسقطُت رذالة حِبطتهم ويعلم الله ماذا هيئ لي من جواٍ شتوي يهطل حبطة يهطل تفاؤل، خوفاً، وقوة، ضجيج أفكار.
حاولت، لا أنكر أنني وصلت ممزقا لكن لذة الوصول رممت الى حدا ما، ثم أقبلت فترة القبول والتسجبل فُجئت بأنني لم أُقبل بأي جامعة من جامعات الشمال وحلمي الذي غزلتهُ بين عيناي يوجد بجامعة واحده في الشمال أيضا هي جامعة أحلامي لم أُقبل بها سجلتُ في جامعة خاصة كنتُ أجرُ بنفسي جرا إليها وكأنني طفل يرفض الذهاب للمدرسة وروحي هي أمي التي تدفعني بأن القادم أجمل، ردد عقلي كثيراً بأن اليس سعيه سوف يُرى والله لايخلف الميعاد وحقاً أدركت معنى هذه الأية بعد اربعةِ سنوات أدركت أن سعيك لا يرى لحضياً قد يأخذ سِنين ليرى حزنت آنذاك هكذا أذكر وأدركت إيضا أن الحظ والنجاح الذي نطلبه هوه صورتان لعمله وحده اجتهدت وتعبت وتعثرت لكي أحصل على ثلاث وثلاثون ساعه وانتقل من هذة الجامعة، حققت كافة الشروط معدل جيد وعند أخر فصل سأنهي ثلاث وتلاثون وأحول، الدكتور الحاقد رسبني في هذه الماده ولم تتحقق شروط تحويل فقدت الأمل ولم أحول بقيت بهذه الجامعة وتخرجتُ منها تعثرت كثيراً ولكن مازال الأمل حياً ولن أقول أكرهها لهذة الجامعة لانني حقا رحبت بتجارب وتعاليم كثيرة منها ، واليوم وانا أسرد لكم إندفاع لهفتي وتسارع نبضات قلبي لانني قبل قليل أنهيت قراءة رسالة من رئيس تلك الجامعة التي رفضتني عدة مرات يطلبني لأكون بها وجه إعلامي محفز ومُلهم للطلبة في ذات الجامعة التي رفضتني عدة مرات بثلاثة أسماء تسبق أسمي الدكتورة والإعلامية والكاتبة ثلاثة أسماء لم أنم وأستيقظ وهم قرب أسمي، وإنما إنسجتهم من دموع عيني وتسكيتي لضجيج فكر سلبي كاد يغرقني نُديت بصفتي محاضر في الجامعة التي لم أُقبل بها طالباً عدة مرات الجامعة التي رفضتني اليوم تطلبني، أسير في الطريق نفسه الذي خرجتُ منه أبكي عاكستني الطُرق وأنا أقدم إليه ولكن مئة طريق لمن يملك رؤية واضحة وهنا لن أخبركم عن الحِلم لان الحلم هو ذاك الذي نُبقي أعينا دقائق قليلة مغلقة بالعمد لنتخيله ولكن سأخبر عن الهدف، وهو وقود التي تسيرنا كل يوم على أمل تحقيق ما نصبوا اليه، هذه الوقود لا تنفذ فيكن عنواننا إما أنا لها أو انالها
من خلال مسيرتي تعلمت أبواب النجاح مئة ولكنَ مفاتحهم واحد وهو القرب من الله، النجاح لا يريد سائق يوقعه مطباً واحد، النجاح يُريد صلب يدرك أن المطبات قد توقعه أحيانا ولكن يدرك أن الفشل هو أن تستسلم لليأس.