مبروك للفائزين!الجامعات
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجامعات
سماء تحلّق بها الأرواح
Bayhas AL-Akash
تأليف Bayhas AL-Akash
سماء تحلّق بها الأرواح

على امتداد الأفق المتلألئ بنجوم الخلود، ثمة بطل حفر اسمه في صفحات التاريخ، شهيدٌ يعانق السماء وهوى بروحه نحو الخلود الأبدي، هو الطيار الأردني **فراس العجلوني**.

يا فراس، كيف نبدأ الكتابة عنك وأنت حكاية المجد التي ترويها الجبال، ونسيم الليل الذي يهمس بأمجادك؟ كيف نُعبر عن رحلتك إلى الخلود وقد كنت كالنسر الذي لم يرضَ بالأرض ووجد في السماء وطنًا يحرسه؟

لقد كنتَ من الطين النقي الذي جبل به الأردنيون، ومن الرياح التي تضرب بقوتها لترفع راية الوطن عاليًا. حينما حلقت طائرتك، لم يكن ذلك فقط لتشق الغيوم، بل لتفتح أبواب السماء أمام كل من يرفض الذل والهوان. وكانت تلك اللحظة الفاصلة، عندما واجهت العدو وجهاً لوجه، دون تردد أو خوف، وكأنك تقول للريح: "أنا ابن الأردن، فلا شيء يقوى عليّ."

أنت الذي رسمت بدمك خطوط السماء وحدود الكرامة، لم يكن استشهادك مجرد لحظةٍ تمر، بل كانت صرخةً تجلجل في الأفق، تذكرنا أن الأرض لا تُحرر إلا بدماء الأبطال، وأن الأردن لا يُحفظ إلا برفقة أرواح من مثلك.

يا فراس، أيها النسر الذي طار نحو المجد دون أن يلتفت خلفه، نعلم أن السماء التي حلّقت بها هي الآن وطنك الأبدي، ولكن ذكراك باقية في الأرض، تنمو في قلوب الأجيال التي تفتخر بك وتحكي لأبنائها عنك. لقد استشهدتَ وأنت تحمي سماء وطنك، وتلك السماء لم تنسَك يومًا، فهي لا تزال تردد صدى صوتك وأنت تقاوم حتى الرمق الأخير.

وفي هذه اللحظة، حيث يكتب التاريخ بأحرف من نور، نعود لذكراك لنقول: لم تكن يومًا مجرد طيارٍ، بل كنت روحَ الأردن التي تحلّق عالياً، وتُعلّمنا أن الشجاعة ليست في القوة فقط، بل في الاستعداد للتضحية بكل شيء من أجل الوطن.

أنت فراس العجلوني، الطيار الذي حوّل السماء إلى ميدان شرف، والروح التي تطوف فوق الأردن لتحرسه من كل غادر. نم قرير العين، فالأردن يحفظك في قلبه، وأجيالنا تتعلم منك أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية جديدة لكتابة المجد.