في المنزل وبعد الظهيرة ، والهدوء الذي تغزوه أصوات الأشجار المترنحة بصوت الهواء الخفيف، تلك النسمات المعبقة برائحة الليمون، وتلك الرؤية الرائعة، سبحانه ، من جمل المنظر بالأخضر الزيتوني وأشجار الليمون التي تحيط بي وبجدي في مقعدنا، وهو جالسًا أمامي متكأً على مسند الكرسي، وأنا أجلس أمامه كالطفلة ترنو حتى تستمع قصص و روايات العظمة والتاريخ.
يملأ الهدوء الجلسة، ويحكي جدي قصة الفلاح، ويقول بصوته: "قصة الفلاح" نظرت إليه وأنا أستمع إليه بشغف و شوق لحكاياته :
"كان يا مكان في قديم الزمان، حيث أرض الأحلام التي يعانقها الأفق ويحتضنها السحاب، عاش مزارعٌ شريف ورث بستانًا من أشجار الزيتون، عتيقة في العمر، كريمة في العطاء، إذ تناقلتها الأجيال من جدٍ إلى حفيد.
كرس المزارع حياته للعناية بهذا البستان، محافظًا على إرث أسلافه بكل حبٍ وإخلاص.
كان يبدأ يومه مع بزوغ الفجر، يروي الأشجار، يقلم الأغصان، ويحرس البستان كأنه جزء من روحه. لكنه بعد سنوات طويلة من الرعاية والتفاني، بدأت أشجار الزيتون تذبل وتموت واحدة تلو الأخرى، فاستبد به اليأس وتغلغل في أعماقه.
وفي ليلة حالكة، زاره جده في حلمٍ عميق، ووضع يده على رأسه بلطفٍ وأسى قائلاً: لماذا لم تصن الأمانة يا ولدي؟
رد المزارع بصوتٍ متحشرج : لقد بذلت قصارى جهدي، عالجتها وسقيتها، وحرثت الأرض، واستدعيت الخبراء، لكن دون جدوى.
انحنى المزارع برأسه، متعبًا من الإحباط، وقال بحزنٍ عميق: أظن أنها النهاية يا جدي. يبدو أن بيع الأرض أرحم من العناية بشيء لا يريد الحياة.
حينها، نهض الجد من وقفته، وصرخ بصوتٍ ملؤه الحكمة والحنين: ومتى كانت أشجار الزيتون ترتوي بالماء وحده؟ هذه الأشجار تسقى بالدماء، فهي رمز الحياة والتضحية.
تجمد المزارع في مكانه، مذهولاً من كلمات جده، الذي واصل قائلاً: هذه أرض الأحلام، لا تزدهر إلا بتضحيات أبنائها. من يرغب بالبقاء عليها يجب أن يقدم الدماء قربانًا. امنحها ما تطلب.
وفي الصباح الباكر، عندما خرج المزارع إلى البستان، وجد اللصوص يحاولون سرقة أشجاره العزيزة. اشتبك معهم بكل ما أوتي من قوة، مدافعًا عن أرضه حتى سالت دماؤه الزكية، فروت الأرض العطشى.
هكذا، عادت الحياة إلى أشجار الزيتون، وهي ترتوي بدماء الشجاعة والإخلاص، وعاد بستان الأحلام يزدهر كما كان في سابق العهد."
وبمجرد انتهائه من سردها، سألته:
_هل البطولة حقيقية وهل النصر لا مفر منه؟
أجابني، ناظرًا إلي كفتاة بالغة:
_التاريخ دائماً يشعل فينا نار البطولة، يا جدي، ويترك بصمة على صفات البطولة بداخلنا، وعندما تكتمل صفة بداخلنا، تأتي الأخرى بجانبها، وبالتالي لن تنقطع، كنواقص مصفوفة مرتبة نمر عليها من جيل إلى جيل حتى تظل داخلنا...
بعد أن أجابني ولم أنتبه لما قلت:
_ما الذي يكتب على اللوحة الأولى؟
أجابني كما لو كان يعرف سؤالي:
" بأنا نورد الرايات بيضا ... ونصدرهن حمراء قد روينا"
_ الشاعر عمرو بن كلثوم _
يا جدي، الرايات البيضاء صفة غيّرها التاريخ لتعني الضعف والاستسلام، لكن في تاريخنا تعود حمراء من دم الجهة الأخرى، بشكل مختلف ولكن مع الاحتفاظ بمعناها.
بعد أن تهت في أحلامي، أعادني واقعي إلى أرض الحقيقة، حيث نسمات الهواء تتضارب على وجهي.
أغمض عيناي مع حركة الهواء على جفوني وأفتحها تارة حين يذهب الهواء بعيداً عن وجهي. وعندما وصلت لمرحلة النجاح بالمقاومة، اعتدلت بجلستي و أمسكت بنظارتي وارتديتها، فاليوم المحتوم قد أتى حيث لا شعور بالغربة مرة أخرى وما تعبت من أجله تحقق.
ومع ابتداء الأفكار، بدأ صوت العائلة يدور في المكان وقطع أفكار:
-للفطور يا ابنتي
ولن يتوقف النداء عند مرة واحدة، ويتكرر حتى يخرج الإنسان عن طاقته ويذهب إلى الطاولة، حيث يترأسها الوالد والوالدة والباقي حول المائدة. نجلس، وحيث الشكوى والبوح أو الفرح نقمة، ولن تجد سوى هزة رأس تبقى تلك التي لا لها معنى ولا لون
فكان الشيء منذ الزمان وليس حديث الولادة، وما باتت حتى تاهت أفكاري بالحياة، وكيف لعشرين سنة تحملت العيش بلا معنى حتى شعرت بالغربة داخل وطني، وحدود الأمان التي تكمن في العائلة تصبح بلا معنى وليس بها مشاعر.
فعندما أرى أشخاصاً يحبون الطاولة ويرون أبطالاً في الحياة، وما يسمى بقدوتي لا يمر في بالي سوى مرضى بالخيال أم أنهم أشخاص غير واقعيين.
ففي عالمنا الحديث، الذي يمتلئ بالجفاء والأفكار الرأسمالية والأفكار الاورتكالية التي تتركز حول عدم الشعور وتقليل من قيمة الإحساس، حيث يفقد الإنسان إحساسه التام ونظرته للناس تختلف، حيث لا يوجد نوابغ في هذا العصر، ولن يكون هناك سوى التمركز حول الذات ونسيان الغير.
فالعالم هنا كل شيء فيه اعتيادي بعيداً عن المعنى الأساسي للبطل، فالفن والأدب رسم لنا درباً لصفات البطل، فتتجسد هيئته على الشجاعة والعزم ويتحدى الصعاب بقوة وإرادة ولا مكان للاستسلام في حياته، فهو دائماً له صورة فارقة تتألق بسطوة الكلمات وجمال الصور الشاعرية.
فالخذلان العربي الذي أصاب قلوبنا بإصابة بليغة، جعلنا نعيش حياة ناقصة باحثين عن البطل الذي يشفي تلك الإصابة، ولكن ما فعل بنا الفن والأدب إلا أن أحاطنا بعجز تام حيث خان التعريف بالبطل وصفاته وطبيعته، فأصبح العالم يمجد من لا قيمة له، فلا العالم له وقره، ولا الأديب له قيمته الحقيقية من البطولة، وأصبحت البطولة خيالاً تاماً. ومع الكمالية التي وضعها الوصف الأدبي لذلك الشخص، يضعنا في خطأ فادح وهو أن نمجد شخصاً بغض النظر عن أخطائه التاريخية، فوضع التاريخ صورة الكامل لذلك الشخص ونزع منه بشريته، فهو إنسان يخطئ ككل عباد الله، ومثلما قال خيري منصور: "له ربيعه الذي يتألق فيه وكذلك خريفه الذي ينطفئ فيه."
وهنا اقتطع أخي جلسة أفكاري بسؤاله:
_متى سوف تملئين حقائبك؟
-عندما أنتهي من الفطور.
لأول مرة لا أشعر بالسعادة ولا الحزن، أشعر بلا شيء، وهذا يرتقي به تفكري أنني لا أعلم ما نتيجة الفعل الذي أفعله، ولا أعلم هل النتيجة سوف تكون اعتيادية، وهل سوف يأتي البطل في اللحظة الأخيرة حتى يقول ما هو الصحيح.
بدأت أرى ما في أدراجي حتى أحمل بعض الأوراق معي وهل هناك شيء يجعلني أبقى هنا، وإذ بالصور تخرج أمامي لم أرهم منذ عشر سنين. كنت أفتح جميع أدراجي إلا هذا الدرج، حتى صدفة لا أفتحه، كأنه شيء لا يرى، وهذه فرصة سوف أراهم. هكذا حدثت نفسي وبدأت أقلب الصور، فوجدت الصورة الأولى وكانت صورتنا العائلية. كان أبي وأمي يقفان بالمنتصف ونحن أمامهم أنا وأختي وهي تحتضنني وخطفتني ضحكة بسيطة ظهرت على شفتاي. وبدأت أقلب الصور صورة تلو صورة حتى بدأت الذكريات الجميلة تظهر أمامي: خروجي من أول امتحان، ذهابنا إلى نزهة، صورتنا أمام البركة، جلوسي مع صديقتي، وصورتي مع إخوتي في المطر، وصورة أخرى لهم في الثلج ويا لها من تفاصيل، و
صورة أخرى لأبي وهو يلقي كلمته في حفل تخرجي، وإذ بي أذكر لمعة عيني والدتي.
الصورة التالية كانت لوالدي نجلس بجانبه وهو يحتضننا، شعرت بالأمان بمجرد النظر للصورة، وصورة وراء صورة تذكرني بجميع ما نسيته من ذكرياتي معهم.
وقطع كلام أخي رؤيتي للصور، فأعدتهم للدرج، مسحت دمعتي ونظرت خلفي له بابتسامة:
_هل تريدين مساعدة؟
-أريد
وعندما دخلوا و جلسوا جميعهم بجانبي، نظرت لهم نظرة الحنين قبل الفقد، هربت منها عشرين سنة وأنا الآن أواجهها. كم منظرهم جميل وهم بجانبي، وأبي يسندني في ظهره.
لطالما كان الإنسان الذي يشجعني على خوض المعارك بطريقة سامية، ومهما كانت النتيجة رضاه كان عبرة لي في مسيرتي، وكلامه الذي ينتشلني من الصعب إلى القناعة والرضا.
هل من الممكن أن يكون البطل شخصاً مألوفاً؟ هل يمكن أن تكون تصرفاته اعتيادية؟
هذا ما فكرت به لكن دماغي لا يبت عن التفكير بالموضوع بشكل واقعي. لا يمكن أن يمتلك البطل صفات عادية أو أن تكون أفعاله مألوفة، ودون تفاصيل.
ففي عالمنا الحديث لا معنى للتفاصيل، والمهم فقط النتيجة، فأصبح الأغلب يعيش المألوف والمعتاد، دون النظر إلى اختلاف التفاصيل للوصول.
فمهما حاولت أن تبهرك النتيجة لن تبهرك لأن الوصول أصبح معتاداً في الروايات، ومهما قدمت تندرج تحت الاعتياد. وإطلاق صفة البطل أصبحت صعبة جداً، فالبطولة نادرة.
ففي عالمنا، حيث الديمقراطية والمناداة بالمساواة وتصاعد الأفكار الاشتراكية، أصبح من الصعب القول هذا بطل أو هذا نابغة. فكان الإيمان والاحترام بأن الفروق المالية والعلمية كافية لظهور معنى النبوغ، ولكن مع جحد النبوغ أصبح كل شيء "شعبياً بعد أن كان أرستقراطياً"، مثلما قال أحمد أمين في كتابه.
ولذلك امتاز عالمنا بالرمادية وأصبحت الحياة صعبة الشرح وإطلاق الأحكام حيث يعجز الإنسان عن إفصاح مشاعره، والجلوس على أرض ثابتة صار صعباً، ولا يمكن الاقتداء بالأبطال، ولا معنى لأن يكون هناك مثل أعلى. وعند الاستنباط والتأثر بالتاريخ والسياسة، تُعتبر قليل النظر قديم الأصول والطباع، وكأنك تفعل العيب. أصبح البوح جريمة يحاسبك المجتمع عليها، ولا يحق لك الدفاع، لذلك تُطرح البطولة والنبوغ أرضاً. فالشعر أصبح قديماً، والعلم تسلّط، والدين تشدد. بدأ العالم الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص وحرق أوراقهم. هنا نصل لمرحلة الإيمان بأن البطولة زيف، فيندرج البطل على أنه وهم من وحي خيالنا أو أنه شخص مات قبل أن تولد العلمانية.
فيُقتل البطل بداخلنا قبل أن يكبر ويصبح رماداً يسبب الإزعاج. تطرحه أرضاً، ثم تمسك بنفسك وتنغمس في الوهم الحقيقي الذي يبعدك عن حقيقتك ومعناك الروحي والأساسي، والالتفات للهراء.
وهذا ما فعلته لسنين من حياتي، حيث نسيت كل شيء جميل في هذه الحياة ووضعت نفسي حتى وصلت لمرادي. وها أنا لا أشعر بشيء تجاهه كأنه شيء اعتيادي، حتى اتضح لي أني أركب قارباً لا وجه له. آثار الجروح من وقوعي مراراً وتكراراً أراها في عيني حتى وصلت لعدم الإحساس بذلك الشيء. لكن هناك من انتشلني وأعادني في أغلب الأوقات إلى الأرض وجعلني أشعر بحدود الأمان، وحتى لو النتيجة معتادة، الفكرة أنني في فترة لا شيء مألوف فيها.
وأفكار الحياة تجعلنا ننسى تلك المواقف، لكنه يذكرني دائماً بوجوده بجانبي، ويعيدني إلى نفسي في كل مرة.
لطالما كانت حياتي تمتلئ بالمودة والمحبة والاهتمام، فكان عاملاً رئيسياً في جعلي محبة. لكن عدم الاستقرار بسبب الصراعات الداخلية جعلت مني فتاة تحتفظ بكل شيء وتقضي أغلب وقتها على مكتبها، مما سبب لي شعوراً بأنني على قارب وليس على أرض ثابتة. ورغم الذكريات التي أمتلكها معهم، كان الاهتزاز يعطيني رغبة في النزول من القارب إلى البر، حيث لن أسقط وتُجرح يدي وقدماي. كانت ذكرياتي مع أبي من التحدث عن التاريخ وطفولته، وشرب القهوة معه، وعندما يملي علي كتباً يجب أن أقرأها، كيف يبني شخصيتي من خلال طرحه لبعض الكتب والأفكار ونقاشه معي، كيف يشرح لي أي موضوع لا أفهمه وكيف يضع حداً لخوفي وضعفي، كيف يترجم أفعالي ويدعمني ويتفهم من أنا، كيف ينير طريقي في الصعاب، كيف نقضي وقتنا في العناية بالأرض وكيف جعلني أحبها وأقدرها. فكان لي بمثابة الأرض الثابتة، رغم أن الحياة تعطيك صعاباً كثيرة إلا أنها تجعلك تحن إلى بعض المواقف وفكرة وجود شخص تعود إليه شعور جميل، لهذا بعد كل شيء مرهق أعود إليه، أعود إلى مكاني المفضل حيث أجالس والدي.
بالرغم من التحديات التي تنتظرني في مستقبلٍ مجهول، إلا أنني مطمئنة لأنني مُزوّدة بذكرياتٍ تمنحني القوة اللازمة لمواجهتها. تلك الذكريات تجعلني أقوى وأكثر إيماناً بقدرتي على التغلب على التحديات القادمة. ولا شكّ أن وجود شخصٍ محب وداعم يرحب بي ويسعد برؤيتي، يُضيء مسار حياتي ويعطيها معنى، مما يُضفي عليّ الطمأنينة والامتنان.
ذلك الشخص الذي يمنحني الدفء والقوة، يحوّل القارب المضطرب إلى ملاذ آمن، ويخفف من وطأة الجروح السابقة. فالاستقرار العاطفي والفكري يُمكّنني من التفكير بوضوح وتحليل ما يحيط بي، مما يسهّل تجاوز الصعاب والتحديات.
عندما أعود إلى الأرض، ينعشني تجديد الروح وتحمل المسؤوليات، مما يمنحني القوة لمواجهة ما كنت أخافه في الماضي. إنّ ذلك الشخص الذي يكون بجانبي يجسد الشجاعة والإصرار على التغلب على الخوف ومواصلة الحياة. فالعقبات لا مفر منها، ولكن بإرادة قوية ووجود أشخاص محبين حولنا يشكلون معنى البطولة. يمكننا تحويل تلك العقبات إلى مفاهيم تأخذنا إلى مرحلة جديدة في حياتنا.
في حياتي، يظل البطل شخصاً عادياً يمثل من نفسه ضوءاً لي، حتى ينير طريقي في الصعوبات. شخصاً يلهمني ويعيد إيماني بالأشخاص وبأن الحياة فيها من الطيبة والمتعة. كانت مفاهيم البطولة قديماً تتجلى بمحاربة الظلم والعودة بالرايات منتصرين، يحققون المعجزات للأجيال التي تسبقهم، يعيدون الربيع وينصرون الحق ويزهقون الباطل.
لكن في وقتنا الحالي، تأخذ البطولة منحنى آخر. إنها ليست فقط في المعارك، بل في قدرة الإنسان على التحدي والتكيف مع التغيرات المعقدة في العالم المعاصر. البطل اليوم هو من يقدم العطاء والتضحية لخدمتك، يحارب من أجلك، يثبت وجوده بتحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، فهو يرسم في قلبك تلك البصمة من الأمل رغم الصعاب. فمهما كانت إنجازاته تبقى روحه وطباعه هي التي تعطيك من الأمل والعزم ما تريد.
في حياتي، أعتبر البطل هو تلك الشخصيات العادية التي تمتلك قوة لمواجهة التحديات اليومية، سواء في مجال العمل، الدراسة، أو العلاقات الشخصية. إنهم يستمرون في المضي قدمًا حتى في أصعب الظروف، مثل البوصلة التي لا تفقد اتجاهها حتى في عواصف الحياة.
باختصار، تتجسد مفاهيم البطولة في قدرة الإنسان على التحدي والصمود، وعلى مواجهة التحديات بشجاعة وثقة. البطل في حياتي ليس بالضرورة يحمل سيفاً أو درعاً، بل هو من يمتلك قلباً صافياً وعزيمة لا تلين، من يرسم ذكرياته في حياتي وينتقيها، يريني ما لم أستطع رؤيته، يوضح الحقيقة رغم ألمها ويعطيك الأمل لنهاية سعيدة. فهو تلك الأرض الثابتة التي تعود لها كلما اشتدت العاصفة.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس البطل في حياتي ليس فقط الشجاعة في مواجهة التحديات، بل أيضًا القدرة على إضاءة طريقي بنور الأمل في أوقات الظلام، مما يجعلني أبحر بثقة نحو مستقبلٍ مشرق رغم تحديات الحاضر.
و هذا البطل الذي أقف لأجله بإجلال وإكبار، هو أحمد إبراهيم يوسف. إنه المنقذ الوحيد في تلك الحقب المظلمة والطويلة، والملاذ الآمن الذي ظل مفتوحاً لي في كل لحظة ضعف وانكسار. سيبقى دائماً هو الشخص الذي لا يمكنني الوجود بدونه، هو الذي منحني القوة لأقف على قدميّ بعد مصاعب الحياة الجسيمة. أبي، هو الذي علمني كيف أواجه الرياح العاتية وأحلق في سماء الأمل. إنه السند الذي لا يتزعزع، والحب الذي لا ينضب، والقدوة التي لا تُمحى. بفضله، أستطيع أن أنظر إلى المستقبل بعينين مليئتين بالتفاؤل، وأمضي قدماً بثبات وإصرار.