لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
ظل الجد في ذاكرة القلب
Shahed Zetoon
تأليف Shahed Zetoon
ظل الجد في ذاكرة القلب

يا لذكرى الأجداد التي تتراقص في الذاكرة كأطياف النور، تنساب في كل زاوية من زوايا الروح، تضيء لنا الطريق حين تظلم المسالك وتضيق. كان جدي، رحمه الله، رجلًا من زمن آخر، زمن العزيمة والإصرار، زمن البساطة المعجونة بصلابة الإرادة.

لم يكن جدي مجرد اسم في شجرة العائلة، بل كان قصة تُروى، ورحلة تعجّ بالإنجازات والوقوف شامخًا في وجه المصاعب. كان مثالًا للعطاء، فقد كرّس حياته لبناء أسرة قوية وترك لنا إرثًا من القيم والعِبر. لم يبنِ فقط بيتًا من طوب وحجر، بل شيّد قلوبًا نابضة بالحب، وأسس جسرًا يمتد بين الأجيال، يربط الماضي بالحاضر، والمستقبل.

سعى جدي بيديه إلى تحسين حياة كل من حوله، ساند الضعفاء، ووقف إلى جانب كل من احتاج دعمًا. كان اسمه يتردد في الأحياء كمُعين لا يُخذل، وكسند يُعتمد عليه في كل وقت. كان لعلمه نافذة تطل على المستقبل، ولم يكن يمضي يوم دون أن يُضاف سطر جديد في سجلّ إنجازاته.

كان رجلًا من أولئك الذين لا تحصرهم الكلمات ولا توفيهم الألقاب. لم يسعَ يومًا لمجدٍ شخصي أو شهرةٍ زائفة، بل كانت أفعاله شهادة حية، يذكرها كل من عرفه. زرع الخير في أرض الحياة، وسقاها بحُسن أخلاقه وطيب معشره، فأنبتت زرعه قلوبًا ممتنة، وابتساماتٍ صافيةً.

جدي، منبع الصبر والحكمة، هو من أضاء لنا دروبنا في ظلام الشك، ومهد لنا سبيل المعرفة، وحثنا على التمسك بمبادئه التي حفرها في أرواحنا كالنقش في الصخر. ترك لنا ذكريات لا تُنسى، وإرثًا من الحب والعطاء، إنجازات تكتبها الأيام، وترددها الأجيال.

رحمك الله يا جدي، فأنت لم ترحل، بل بقيت فينا، في تلك القيم التي غرستها، وفي تلك الإنجازات التي حفرت في ذاكرتنا إلى الأبد. قد يغيب الجسد، ولكن تظل الروح خالدةً في قلوب من عرفوك، وأثرًا لا يندثر في صفحات التاريخ العائلي.